لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
220870 مشاهدة print word pdf
line-top
صفة الملائكة وحملة العرش

...............................................................................


وقد ورد أيضًا صفة حملة العرش ذكر الله تعالى حملة العرش قال: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ هؤلاء حملة العرش. وقال تعالى: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ذكر الله أن هناك من يحمل العرش. في بعض الأحاديث قال -صلى الله عليه وسلم- أذن لي أن أحدث عن ملك من الملائكة من ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة خمسمائة سنة، أو مسيرة مائة سنة هذا ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه يعني إلى منكبة، فكيف ببقية جسده ماذا تكون عظمة هذا المخلوق الذي خلقه الله، وكذلك بقية حملة العرش هذا خلقهم.
ذكر في بعض الأحاديث لما خلقهم الله قالوا: لماذا خلقتنا؟ قال: لحمل عرشي كيف نحمل عرشك وأنت رب العالمين؟ فقال لهم: احملوه بالتسبيح فلا يستطيعون حمله إلا بهذا التسبيح. يقول الله تعالى: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ هم دائمًا يذكرون الله تعالى، ويسبحونه، ويهللونه، ويكبرونه، ويقدسونه، ويعظمونه. وهذا الذكر الذي يتقربون به هو الذي أعانهم على حمل العرش، وإلا فإن العرش لا يقدر قدره إلا الله مع عظم خلق هؤلاء الذين هم حملته. وهكذا ما ذكر أيضًا حول العرش من الأنهار؛ ورد أيضًا في بعض الأحاديث أن العرش على ماء أو بحر ما بين أسفله إلى أعلاه كما بين سماء إلى سماء. أي: مسيرة خمسمائة عام. وقد ذكر في القرآن أن العرش كان على الماء. قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وقيل لابن عباس على أي شيء الماء؟ فقال: على متن الريح. يعني أن الله تعالى قادر على أن يجعل الماء على غير قرار فجعله على متن الريح. هذا بحر من البحار.
ورد في بعض الروايات أن هذا البحر مليء بالزبرجد وباللؤلؤ وبالمرجان وبأنواع الأصداف النفيسة، وإن لم يكن لذلك قيمة ولكن لإظهار عظمة الله تعالى، وبيان أنه قادر على كل شيء وأن هذا من جملة مخلوقاته هذه البحار ونحوها.
ونحن إذا فكرنا فيما بين أيدينا وما نشاهده نتعجب من كثرة الآيات البينات والمخلوقات العظيمة. البحار التي على الأرض التي نشاهدها فيها من المخلوقات ما لا يحصي عدده إلا الله. جعلها الله تعيش في هذه الأرض في هذا البحر على قعر أو على . البحر تعيش، ولا تتغير بنيتها منها ما هو صغير قد لا يدركه البصر، ومنها ما هو كبير قد يعظم تصوره وهي موجودة في هذه البحار التي نشاهدها.
في الحديث الذي في الصحيح: أن جملة جماعة من الصحابة خرجوا في سرية وهم ثلاثمائة من الغزاة ونفد زادهم، وبقوا بضعة أيام ليس لهم زاد لا يأكلون كل يوم إلا تمرة واحدة بضعة أيام، ثم أخرج الله لهم حوتًا من البحر وجدوه كأنه جبل أو أعظم الجبال. ماذا فعلوا؟ أكلوا منه شهرًا وهم ثلاثمائة وقد مسهم الجوع، ومع ذلك ما نقصوه نقصًا ظاهرًا. هذه دابة حيوان من حيوانات هذا البحر الذي نشاهده. دابة واحدة حوت يقال له: العنبر مذكور في الأحاديث أنهم يغترفون من عينه الدهن بالقلال وأنه نزل في قعر عينه اثنا عشر رجلًا كلهم يغترفون منها في قعر عينه، فكيف يقدر قدر هذا الحيوان.لا شك أن الذي خلق هذا الحيوان خلق ما هو أعظم منه.

line-bottom